تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم عن أثر العلم على العامل, موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل سراً وجهداً.
وقال: إعلموا أن ربكم الله الذي لا إله إلا هو العلي الأعلى له الملك وإليه المنتهى والرجعى، فمن رجع إلى مولاه فإنه سيلقاه، وما من عبد يلقى سيده بعد أن كان قد أمره ونهاه إلا وهو سائله، فأعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً، مستشهداً بقوله تعالى:(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً، فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ، وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ، وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ).
وأكد فضيلته أنه لا بد لسالك طريق الآخرة من علم يجلوا به عن القلب العمى وعمل يدفع به عن البصيرة الحُجب، وإخلاص يخلص به من حسرة الغبن، وخوف يحاذر به آفات الغرور، فالخلق كلهم موتى إلا العلماء، والعلماء كلهم نيام إلا العاملين ،والعاملون كلهم مغتربون إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم، مستشهداً بقوله تعالى:(أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وأوضح فضيلته أن العجب كل العجب من عامل لايتبصر بمعرفة مابين يديه من الأمر والخبر، ولا يتعرف ماهو مطلع عليه بعد الموت من الخطر فينظر في الدلائل والعبر والآيات والنذر، مستشهداً بقوله تعالى:(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)، فيا لعمى قبله فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وتعجب فضيلته من عالم لا يتدبر فيما يعلم يقينا مما هو مقبل عليه من الأهوال العظام والعقبات الجسام فيرتدع عن الكسل ويرتفع إلى جهاد العمل، وممن ضيع الإخلاص وأضاع بسوء طويته مفتاح سر الخلاص مستشهداً بقوله تعالى (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، وقوله (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ).
وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي المخلص ممن ينظر في أحوال رسل الله وأنبيائه واصفيائه وأوليائه ثم لا يشهد خوفهم والخليل الأول يقول (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ)، والخليل الأكمل يقال له (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) ،فالجاهل معطوب والعاطل محجوب والمشرك مثبور والآمن مغرور.
httpv://youtu.be/H4Q7tyUfirQ
التعليقات
اترك تعليقاً